admin | التاريخ: الأحد, 2013-02-03, 2:53 PM | رسالة # 1 |
عضو متميز
مجموعة: المدراء
رسائل: 129
| علي القيادات الإسلامية أن يعرفوا أن كل كلمة يقولونها للباحثين والموظفين الأمريكان والغربيين عموماً ستستخدم فيما بعد ضد شعبهم أو مكان آخر من أمتهم بصورة أو بأخرى، يجب أن يفيقوا من هذه الغفلة بالنظر الى التجارب الإسلامية الأخرى مع أمريكا والغرب بشكل عام. أم هم لا يحسنون النظر المتجاوز للحدود إلا في تجربة الجزائر المريرة فقط؟!
في مقدمة كتاب (الجانب الآخر من الجبال: تكتيكات المجاهدين في الحرب السوفيتية الأفغانية) الذي صدر في منتصف التسعينيات، يتحدث الكاتب الذي هو في نفس الوقت ضابط أمريكي كبير في المارينز، أن هذه التكتيكات الموجودة بالعشرات في الكتاب مهمة للتعرف على كيفية حرب العصابات وكيف استطاع هؤلاء المجاهدين المشرذمين أن يهزموا السوفييت في أفغانستان فكانوا أشبه بالبعوض الذي قتل عملاقاً قوياً عن طريق ألف جرح صغير!
ثم يشكر الكتاب كافة القادة المجاهدين الأفغان الذين تعاونوا مع الباحثين الأمريكان الكثيرين الذي جمعوا هذه الشهادات، فيذكر قائمة طويلة لدرجة مخيفة من أسماء المجاهدين المتعاونين في سرد (كيفية النصر)!
إذن هدف الكتاب الواضح في مقدمته -دراسة حروب العصابات التي قام بها المجاهدون تحسباً لمواجهات مستقبلية معهم- وهوموجه خاصة إلى أفراد وجنود المارينز الأمريكي...
امض في الكتاب لتكتشف المهزلة: عشرات الروايات حكاها المشاركون في الحرب الأفغانية السوفيتية، شهادات تفصيلية في أنواع الخدع والكمائن والمناطق التي يتم الاختباء فيها وكيفية اختيارها ونوع الأسلحة المستخدمة و.. و.. ثم يقوم كل قائد أفغاني بتذييل شهادته برسم توضيحي يُفصل كيفية العملية التي قام بها وأماكن نصب الكمائن على الخرائط!
بالتأكيد يثير هذا الكتاب غضباً شديداً لديك، لا أتكلم عن مصير أمريكا المتورطة في أفغانستان الآن بقدرة الله ثم بعزيمة مقاتلي القاعدة المتوكلة عليه بصورة مذهلة.. لكني أتحدث عن هؤلاء القادة الإسلاميين الذين يصمدون في وجه آلاف الدبابات والطائرات السوفيتية التي تريد هدم إسلامهم ومحقه، ثم تنهمر اعترافاتهم التفصيلية المخيفة على شخص آخر ينتمي لنفس الحزام (الغربي) تاريخياً ودينياً، ويمتلك نفس العداوة، لمجرد أنه في حالة سلم حالية معهم!
لقد كان الأمريكان يدرسون الأفغان في التسعينات حينما لم تكن هناك بادرة حرب بين البلدين إطلاقاً.. لكن القادة الأفغان تأثروا بالوجه الأمريكي المرح الذي ينشئ علاقات ودية مقابل المساعدة في أبحاث بريئة للغاية! ثم بعد سنوات قليلة من صدور الكتاب كانت أمريكا تظهر الوجه الحقيقي لها للأفغان، الذي يبدو السوفييت بجواره أكثر سذاجة وبلاهة! لابد أن العديد من هؤلاء القادة الذين أدلوا بشهاداتهم التفصيلية قد قتلوا في بعض الغارات هنا أوهناك.. لا يهمني فقد كانوا سذج بصورة مفرطة.. بل لابد أن أمريكا بحثت عن بعض أبرز عباقرتهم كما ذكر الكتاب لتقتلهم عمداً..
لكن ما فعلوه من شهادات ولقاءات صب بصورة أو بأخرى في ضرب أمتهم كلها! وتمر مصر هذه الأيام بأمر مشابه من بعض الإسلاميين الذين صمدوا بشراسة في وجه تعذيب الأنظمة الطاغوتية المتتالية ثم اذ رحلت هذه الأنظمة وجلسوا مع الأمريكان انفكت عقدة ألسنتهم لبعض (الباحثين الأبرياء) أو (موظفي السفارة)!
هل نسوا الجهة الحقيقية التي كانت الأجهزة الأمنية الطاغوتية السابقة تتدرب فيها وتعمل لمصلحتها ؟! هل أصابهم العمي عن قراءة تاريخ موظفي السفارة وقادتهم في التعامل مع المسلمين في كل مكان ؟! إن الأحمق فقط هوالمتذاكي الذي يتحدث وعلى وجهه ابتسامة ساخرة: كفوا عن توهم نظرية المؤامرة.. هؤلاء الناس أبسط من ذلك! كأن الولايات المتحدة قامت من النوم صباح أحد الأيام فوجدت لديها كلا من هذه الهيمنة العالمية الغير مسبوقة والاختراق المدهش لكل المؤسسات موضوعتين في علبة قطيفة حمراء هدية على سرير نومها بلا دراسات شاقة جادة وبلا جهد استخباراتي وعسكري مستمر!!
ثم تتبدى قمة سخافة فرضيته إن هو نظر على خريطة الدول الواقعة تحت الاحتلال والاختراق في العالم الآن فيجد غالبها الأعظم دول إسلامية نشأت فيها حركات مطالبة بتحكيم الشريعة الكاملة!
هذه الأخرى مصادفة؟! كأن أمريكا قذفت عشرة صواريخ عشوائية من الفضاء الخارجي على الكرة الأرضية فقتل عشرة من أعدى أعدائها مصادفة!
فاذا كانت القيادات الإسلامية تتعامل مع الأمة الإسلامية بلا تفرقة وطنية كما ربوا أبنائهم، فعليهم أن ينظروا لأمريكا بنفس هذا المفهوم: عدوالأمة. عليهم أن يعرفوا أن القادة الأفغان الذين أدلوا بشهاداتهم للأمريكان لم يكن يعرف أحدهم إطلاقاً أن الهدف الحقيقي من جمعها هو -دراسة أساليب المجاهدين في حروب العصابات لاحتمال مواجهتهم مستقبلاً-!
عليهم أن يعرفوا أن كل كلمة يقولونها للباحثين والموظفين الأمريكان والغربيين عموماً ستستخدم فيما بعد ضد شعبهم أو مكان آخر من أمتهم بصورة أو بأخرى، يجب أن يفيقوا من هذه الغفلة بالنظر الى التجارب الإسلامية الأخرى مع أمريكا والغرب بشكل عام. أم هم لا يحسنون النظر المتجاوز للحدود إلا في تجربة الجزائر المريرة فقط؟!
عمروعبد العزيز المصدر: خاص يموقع طريق الإسلام
ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك لا اله الا الله محمد رسول الله
|
|
| |